الخرطوم : هدير احمد
تتصاعد أساليب الضغط بين شريكي الحكم مع إقترب تاريخ التاسع من يوليو، خاصة فى ظل عدم حسم القضايا العالقة كالديون وأبيي وغيرها والتى إعتبرها البعض سبباً رئيساً لبروز تلك المناوشات بين حين وآخر. فيما أشار بعض المراقبين الى ان هذه العراقيل ليست الا بالونات هواء من الصعب ان تحدث اختراقاً فى ترجيح مصالح أية جهة فى إطار حسم القضايا العالقة.
وفى السياق أعتبر شول دينق رئيس المجلس التشريعى بولاية الوحدة أن الحظرالتجارى للسلع وانسيابها بين الشمال والجنوب أحدث تداعيات بين الجانبين خاصة الشمال الذى أشارالى أن السوق الجنوبية تمثل وعاء ضخماً لأكثر من مائة سلعة واردة منه، الامرالذى دعا الى أن استمرار الحظركان من شأنه ان يضربمصالح عدد من رجال الاعمال والتجارالعاملين بدولة الجنوب لذا أصبح من المهم للطرفين حسم تلك العراقيل دون الاضرار بمصلحة اي طرف.
وأكد دينق فى حديثه لـ (الرأي العام) أن اللجان التى درست تداعيات تصعيد ذلك الحظرتوصلت الى ان ذلك من شأنه ان يؤثرعلى جانب من الأمن الاقتصادى لدولة الشمال التى تعتبرالجنوب أحد أهم أسواقها ومورداً مهماً للنقد الاجنبى،خاصة مع تسارع وتيرة الانتاج بالشمال خلال الفترة الاخيرة والتوسع فى اقامة المصانع الغذائية والانتاج الصناعى التى تجد رواجاً ضخماً فى الجنوب والغرب على وجه الخصوص،وبالتالى سيؤدى تراكم تلك السلع الى كساد بالاسواق فى الشمال والتحول الى حالة من الركود الاقتصادى.
ومن جانبه أكد وليم اكواج- نائب الامين العام للغرفة التجارية بالجنوب -أهمية حسم القضايا العالقة كافة بين الشمال والجنوب حتى لاتظهرأزمات أخرى تؤثرعلى مصلحة الطرفين. غير أنه أوضح فى حديثه لـ (الرأي العام) ان ذلك لايعنى تراجع خطط التعاون التى إتفقت عليها مؤسسات الرئاسة فى الدولتين، بيد انه لم ينف تنشيط الجنوب لاتفاقيات التعاون التجارى الموقعة بينه وعدد من الدول الافريقية الاخرى من خلال موقعه القريب من خمس دول افريقية وحدوده المفتوحة مع امتيازات خفض الضرائب والرسوم على وارد السلع من دول الجوار للسوق الجنوبية، بل والتوجه الى دول عربية واوروبية لدعم توجهات التنمية بالدولة فى المرحلة المقبلة والتى يعتبر جانب الامن الغذائى من اهم اولوياتها بجانب تطوير قطاع الخدمات ، واكد ان الشمال لايزال يمثل الدولة الاولى فى حسابات المفاضلة الاقتصادية للجنوب .
وفى ذات السياق يشير د.محمد الجاك الخبيروالمحلل الاقتصادى الى ارتباط حسم القضايا والحظر التجارى بين الشمال والجنوب الذى انساب خلال اليومين الماضيين وأكد ان تبادل كروت الضغط بين تصريحات وقف تصدير البترول عبر موانئ الشمال الى عرقلة التجارة مؤشر يكشف رغبة دولة الجنوب فى الحصول على أكبر امتيازات فى حسم القضايا العالقة.
تلك التداعيات أشار الجاك فى حديثه الى ان المواطن الشمالى او الجنوبى هو الاكثر تأثراً بها حيث سينعكس فقدان عائدات صادر البترول على زيادة الرسوم الضريبية والجمركية لرفد موازنة الدولة بالنقد ، وقال: (الجنوب بالفعل يعتمد على الشمال فى العديد من السلع) لكن لايمكن اقصاء الدور الذى تلعبه تجارة الحدود بين جنوب وغرب البلاد ، إضافة الى جهود المنظمات الدولية والطوعية فى تحقيق تأمين كبير للسلع الغذائية بالجنوب.
وتوقع الجاك انفراجاً قريباً فى حسم تلك القضايا العالقة بين الطرفين بشكل جزئى او كلى مع اقتراب يوليو ،غير أنه أشارالى أن ارجاء بعض تلك الملفات قد يجعل بعض التوترات تظهر بين وقت وآخر، خاصة ان الجنوب يبحث عن استقلال كامل بعد الانفصال ، فيما يعتبر الشمال الجنوب عائقاً امام مشروع الشريعة الاسلامية.
الرأي العام
الأحد 22 مايو 2011م
الروابط:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق